Translate

الجمعة، 15 نوفمبر 2013

مذكرة الكلام واللغة عند الاطفال المبحث الاول



تعد الطفولة مرحلة حرجة وأساسية ومرتكز مهم في حياة الإنسان فهي اللّبنة التي تبنى عليها حياة الطفل ,فإذا كانت سليمة فإنّ الإنسان سيكون ناجحا في حياته ,أما إذا كانت لبنات ضعيفة وواهية فسينهار يوما ما , لذا قيل أنّ   الطفل صفحة بيضاء ونحن نخطّ عليها ما نشاء ,لهذا وجب الاهتمام بهذه المرحلة  وإيلائها ما تحتاج إليه سواء من الناحية الاجتماعية ,النّفسية ,الفكرية ,...لأنّها قد تكون المنعرج الذي يحوّل إلى الأفضل أو الأسوأ فهي الفترة التي يكتسب فيها الشّخصية السّوية واللّغة السّليمة الصحيحة التي يعبّر بها عن أفكاره ووجوده وإثبات شخصيته وهذه الأخيرة –لغة الطفل – أصبحت من أهم القضايا المعالجة في الوطن العربي ؛ذلك أنّ اللّغة أول ما يُقدم للطفل أو هي أول ما يصادفه عند خروجه لهذا الكون  فبها يتعرّف على ثقافة أسرته ومجتمعه المحيط به , وبها يتعلّم العلوم المختلفة ابتداء من مزاولته الدّراسة وهذا لا يعني أن تقدّم له أكبر عدد ممكن من الكلمات فقط وتعليمه القدرة على الكلام والتواصل مع الآخرين بل لابد أن يفهم ويعبّر ويقرأ لأجل تحصيل الثقافات والمعارف المختلفة  وحتى يصل إلى هذه المرحلة فإنّه يقطع شوطا كبيرا أو زمنا ليس بالهيّن ابتداء من ولادته إلى سن دخول المدرسة .  



مقدمة:
إن أهم ما يميز الإنسان عن بقية الكائنات :لغته:فتعتبر اللغة وسيلة للتعبير عما يجول في الخاطر ،وما تجيش به العواطف ،والى جانب اللغة نجد الكلام ،و هو الآخر وسيلة من وسائل التعبير
ولقد بحث العلماء في أصل تشكل اللغة عند الإنسان منذ ولادته إلى مرحلة يتمكن فيها من إتقان لغة مجتمعه وتباينت آراؤهم واختلفت في: هل اللغة فطرية أم أنها مكتسبة؟
وعلى ضوء هذه الفكرة تم اختيار موضوع:" ثنائية اللغة والكلام بين الوراثة والاكتساب للفصل في أصل اللغة وفي كيفية تعلمها عند الطفل معتمدين في ذلك على خطة منهجية كانت كالآتي: مقدمة تمهيد تلاهما مبحثين:الأول معنون بـ: اللغة والكلام تطرقنا فيه إلى مفهوم كل منهما والى الفرق القائم بينهما, أما الثاني فموسوم بـ: الاكتساب اللغوي تطرقنا فيه إلى نظرياته حيث فصلنا بين النظريات القائلة بان اللغة مكتسبة والى عوامله حيث صنفناها إلى عوامل وراثية وعوامل مكتسبة نصل في الأخير إلى خاتمة وقد اعتمدنا في ذلك على مجموعة من المراجع أهمها: علم نفس اللغة لـ:سهير محمد سلامة شاش. – اللغة والطفل لـ:حلمي خليل-
وهذا أهم ما ذكرناه في بحثنا راجين من المولى -عز وجل- أن نكون قد أحطنا بالموضوع القدر الكافي من المعلومات والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


وحتى داخل الفضاء المدرسي فالأطفال يذهبون إلى المدرسة وهم يحملون مشاكلهم الخاصة وقبليات ومواهب مختلفة وحتى أمراض وعقد نفسية فنجد تلميذ متّزن وآخر مضطرب قلق, خائف أو مدلّل...وغيرها من الصفات التي ترافق الطفل في هذه المرحلة العمرية وبهذا يمكن القول بأن ّكل واحد منهم  يحتاج إلى عناية ومرافقة خاصة ممّا يصعّب على المعلّم في المراحل الأولى من التّعليم مهمة تعليمهم  ؛وذلك لاختلاف أسباب هذه المشكلات فمنهم من ينشأ في جو أسري يحافظ على سلامته النّفسية والفكرية وحتى النّطقية الكلامية مع تعويدهم على التّفاعل مع المحيط المدرسي وفي المقابل نجد من ينشأ في جوّ مشحون بالتّوترات بين أفراد الأسرة ,أو في جو غاب فيه أحد الوالدين  أو محيط مليء بالعادات السيّئة أو ترك الوالدين تربية أولادهم للخدم فيكبر الطفل محروما من العطف والحنان ,ولابد أن تخفى هذه الجوانب على المعلّم ,ومن هنا وجب عليه التّقصي على الماوراء شخصية الطفل ليضمن تحقيق الأهداف المرجوة ,هذا فضلا عن الصعوبات التي تكمن في التّكوين العقلي للطفل فهناك من يتعاّم بسرعة وآخر ببعض من

الصعوبة لأنّه يصطدم بلغة لا يفقه منها شيئا ألا وهي اللّغة العربية الفصحى ,فيبدأ في التغلغل والغوص شيئا فشيئا في ألفاظها ومعانيها بأساليب مختلفة  

  

 


الخطة :
·       مقدمة
·       تمهيد.
·       المبحث الأول : اللغة والكلام.
           1/ أ-مفهوم اللغة :-عند العرب
                              -عند الغرب
            ب-وظائف اللغة .
            ج-لغة الطفل:-خصائصها
                           -استعمالاتها .
            2/ أ-مفهوم الكلام.
                ب- خصائص الكلام.
                ج-الفرق بين اللغة والكلام .
·       المبحث الثاني :الاكتساب اللغوي .
        أ-مفهومه.
        ب- نظرياته.
        ج-مراحله.
        د-عوامله.
خاتمة

أولا:1- مفهوم اللّغة:
       يعرّف الإنسان بأنه "حيوان ناطق "عند الفلاسفة، بمعنى أن اللغة خاصية إنسانية يتميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية ذلك أن لّّّّلغة البشرية مميزات تفصلها عن لغة الكائنات الأخرى فمثلا لغة الحيوان ثابتة غريزية على عكس اللغة البشربة فهي متطورة واعتباطية فبواسطتها يعبر الإنسان عن وجوده و أفكاره الخاصة.
        ثم إن وضع تعريف جامع مانع للّّغة أمر ليس باليسير-كما يبدو- ذلك أن لها طبيعة شمولية تمس مختلف الجوانب المتعلقة بالإنسان كعلاقتها بالفكر,بالنفس, وظيفتها الإجتماعية وتنوع الألسنة...,فهي مسائل لا تكاد تحصى لذا نجد عبر الأزمنة تعريفات مختلفة ومتداخلة ومتعارضة في أحيان أخرى وذلك تبعا للمدارس اللغوية المتعددة التي إنتمى إليها العلماء اللذين إهتموا بهذه الظاهرة سواء اللغويين منهم أو غيرهم , العرب أو الغرب .  
ومن بين العلماء العرب نجد :
1-إبن جني :
عرّفها بقوله :<<أما حدّها فهي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم>> [1],نجد هنا   " إبن جني " قد ضّمن تعريفه هذا عدّة حقائق تتعلق بماهية اللغة :
_أولها :أنه يقصد في تعريفه هذا اللغة البشرية ككل فهو لم يخصص لغة معينة .                                                                              
_ثانيها :إجتماعية اللغة فحسبه أن لها وظيفة إجتماعية تكمن في تعبير الإنسان عن أفكاره ومشاعره وحاجاته وغيرها في قوالب لغوية ويرسلها إلى غيره ,وليس هذا فقط بل تحقيق الذات أيظا .      
رابعها :أن اللغة مختلفة من مجتمع لآخر ؛وذلك من خلال قوله" كل قوم"أي أن لكل مجتمع لغته الخاصة به تكون وفق إصطلحاتهم .
2-الأستاذ خلف الله :
استند_ رحمه الله _في تعريفه إلى حقائق مختلفة فعرّفها :<<إنها نظام اصطلاحي مؤلف من رموز تعبيرية وظيفتها النفسانية أن تكون آلة للتحليل و التركيب التصوريين ووظيفتها العلمية أن تكون أداة للتخاطب بين الأفراد >> [2] ففي هذا التعريف نجد أن خلف الله قد إتفق مع إبن جني في أن للغة وظيفة تعبيرية اجتماعية ,غير أننا نجد في هذا التعريف تفريقا بين وظيفتين أساسيتين للغة هما:الوظيفة النفسانية والعملية حيث إن هذا التفريق سيساعدنا في تحديد ماهيتها -اللغة ووظائفها-

      فالوظيفة الأولى:الوظيفة النفسانية: هي أن اللغة آلة للتحليل والتركيب أو هي وظيفة التعبير بالنسبة لعلماء آخرين وهذه الوظيفة تتمثل في أن الإنسان يستطيع أن يحلل العبارات الموجهة إليه إلى رموز هذه الرموز تحيل إلى معان وبذلك تكون اللغة أدت وظيفة التواصل والتعبير وتحقيق الذات .
ونجد الأستاذ "خلف الله "لا يعتبر الأصوات كلاما ؛ذلك أنه يشترك فيها الإنسان والحيوان غير أن أصوات الإنسان مؤدية لمعنى .
أما الوظيفة الثانية :هي الوظيفة العملية : أي أن اللغة أداة للتخاطب بين الأفراد وتعتبر هذه الوظيفة حيوية بإعتبارها ملازمة للغة فهي تمكنه _الفرد _من التواصل مع غيره للتعاون من خلال تصويب أفكاره وضبط خطواتها .إن هذه التفرقة بين الجانب الفكري و العلمي لوظيفة اللغة هامة جدالأنها نتجت عنها ظهور دراسات حول علاقة اللغة بالفكر التي أصبحت الدراسات الحديثة منصبة عليها بكثرة وذلك لبيان العلاقة بينهما فهناك من يقول بأن اللغة أسبق من الفكر وآخرون يقولون أن الفكر أسبق من اللغة وفريق آخر يعتبرهما وجهان لعملة واحدة ,فاللغة هي الوجه الآخر للفكر والعكس ؛لأن اللغة هي أداة للتعبير عن ما نفكر فيه ,وكذلك هي سبيل لنقل الخبرات والمعارف والمنجزات عبر الأجيال .
كذلك إنبثق عن هذا الجانب النفعي للغة ما يسمى ب :"علم اللغة الإجتماعي" وهو <<فرع حديث نسبيا من فروع علم اللغة التطبيقي >>[3]يهتم بدراسة الجانب العملي من الكلام ومستوياته المختلفة (كلام رسمي ,غير رسمي )مع مراعات السياقات في ذلك.
3_إبن خلدون :
قال :<<إعلم أن اللّغة في المتعارف هي عبارة المتكلم عن مقصوده وتلك العبارة فعل اللسان ,فلا بد أن تصير ملكة متقررة في العضو الفاعل لها هو اللسان وهو في أمة بحسب إصطلاحاتهم >>[4].
فحسب "إبن خلدون "أن اللغة هي تلك الإصطلاحات المتعارف عليها تستعمل لأجل التعبير واللسان هو الأداة التي تستعمل في الكلام ,فهنا نجده بأنه إعتبرها ملكة ثابتة فى هذه الأداة_اللسان _وهذه الملكة تختلف بإختلاف الشعوب ,ونجده أيظا عبر عن اللغة بإستعمال مفردة لسان ,ولقد ورد هذا التعبير في القرآن الكريم في قوله تعالى :<<وأنزلناه بلسان عربي مبين >>
وهنا اللسان يعبر عن اللغة .
أما العلماء الغرب فنجد :
1- تشومسكي :                                     
يعرف اللغة بأنها<< ملكة فطرية عند المتكلمين بلغة ما لفهم وتكوين جمل نحوية>>[5].
إن تشومسكي إستند في تعريفه على ثنائيتان نادى بهما :القدرة والأداء ؛فالقدرة هي تلك الملكة اللغوية أو القدرة يكون الطفل مزودا بها منذ الولادة ومن أهم مقوماتها أن يكون الفرد ملما بالقواعد النحوية إضافة إلى القواعد التحويلية فهاته الأخيرة تمكن الفرد من تكوين جمل صحيحة نحويا تقبلها لغة ما .
كما أن" تشومسكي"يرى أنه لابد من جانبين هامين لفهم اللغة الإنسانية وهما :
الجانب الأدائي :البنية السطحية فهي تمثل الجانب المنطوق للغة .
البنية العميقة : وهو المقصود من اللغة .
مما سبق يمكن أن نستخلص أن "تشومسكي "أضاف في تعريفه للغة حقائق جديدة هي أن الإنسان يولد وهو مزود بملكة فطرية تمكنه من إستخدام اللغة إضافة إلى ، الجمل هي محور نشاط  الإتصال الإنساني أداءا وفهما,واللغة وسيلة لفهم طبيعة العقل البشري [6].
2-إدوارد سبير :
عرّفها بقوله :<<اللغة ظاهرة إنسانية وغير غريزية لتوصيل العواطف والأفكار والرغبات عن طريق نظام من الرموز الصوتية الإصطلاحية>>[7].
نجد" سابير" تطرق إلى اللغة من جوانب مختلفة فهي ظاهرة إنسانية مكتسبة وظيفتها التعبير عن العواطف والأفكار والرغبات ولا يكون ذلك إلا وفق نظام من الرموز الإصطلاحية لها نظامها الخاص بها ألا وهو النظام الصوتي وتكون هذه الأنظمة الصوتية إصطلاحية داخل المجتمع الواحد
3- سوسير:
لقد فرق سوسير بين ثلاث مصطلحات أساسية هي اللغة ,الكلام ,اللسان وأعطى لكل واحد منهم مفهوما وخصوصيات ,فاعتبر اللغة ظاهرة إجتماعية على عكس الكلام ومتطورة فهي <<مجموع كلي متكامل كامن ليس في عقل واحد ,بل في عقول جميع الأفراد الناطقين بلسان معين >>[8] ف"سوسير أولى اللغة إهتماما كبيرا فجعلها موضوعا لدراسته العلمية -اللسانيات- إضافة إلى أنه ميز بين اللغة الملكة langage واللغة المعينة langue فالأولى موجودة بالقوة فالإنسان يولد وهو مزود بها وهي من أهم السّمات التي يتميز بها الإنسان عن الحيوان ,أما الثانية فهي لغة مجتمع ما كالعربية ,الإنجليزية ,والجديد الذي أضافه "سوسير "للغة هو صفة النظامية بمعنى أنه إعتبر اللغة نظام من العلامات(دال ومدلول)والرموز تستعمل للتواصل.
2-وظائف اللّغة:
-بقاء الفرد :
تعد اللغة إذن منطلقا أساسيا في الحفاظ على الإنسان فهي بمثابة الماء الهواء... فهي مصدر رقيّه لأنها وسيلة للتواصل ؛لذلك هي ضرورة من ضروريات الحياة الإجتماعية ورمز للعادات والتقاليد .ولما كانت اللغة هي الوسيلة التعبيرية عن حاجات الإنسان وعواطفه ومواقفه ,فيتخاطب مع غيره لأجل الإفهام و التفاهم وتبادل الآراء وإنشاء العلاقات الإجتماعية وهذا يجعله ينمي أفكاره ويكتسب خبرات جديدة من أجل مواصلة حياته بوعي وإدراك أكثر ,وإبداع وخلق سبل جديدة للعيش و الرقي بالأمة ولهذا يقول أحد الدارسين:
<<اللغة مرآة الشعب ومستودع تراثه >>[9]
2-الوظيفة النفسية :
النمو العقلي :يرى علاء النفس وعلماء التربية أن النمو العقلي للإنسان مرتبط بنموه اللغوي ,فكلما إزدادت وتطورت لغته إرتقت قدراته العقلية فاللغة هي سبيل الأفكار والتخيل إلى الخروج إلى الخروج إلى أرض الواقع فلو لاها لكانت اللغة حبيسة الذهن لاتعدوا إلا أن تكون أفكارا وتخيلات حيوان , فباللغة يعبر ويحذف ويعدل يفك رموز ما يدور في الذهن فتجعله يخترع وينمي الأفكار , وهنا يظهر ما يسمى بالوظيفة الإستكشافية للغة وهي الإستفهام عما لايفهمه في محيطه وحياته عن طريق اللغة فيعمد إلى الإجابة وحل تلك الألغاز باللغة وبذلك يسد النقص .
تنمي التفكير و الذكاء :قيل:" أن اللغة هي الوجه المنطوق للفكر وأن الفكر هو لغة صامتة "[10]معنى هذا أن هناك علاقة تبادلية بينهما فاللغة تنمي الفكر وهو بدوره ينميها ,كما أن اللغة هي أساس للذكاء.
وهنا نجد "بياجيه " رأى أن الأفكار و المفاهيم يكتسبها الفرد من الوسط الإجتماعي بواسطة اللغة إضافة إلى أن اللغة "تساعد الطفل على تصنيف إدراكاته وعلى تثبيتها في ذهنه وعلى التفكير المستمر في العلاقات الدقيقة بينهما كما تدفعه إلى الإبتكار "[11]أي أن الذكاء ينموا بنمو اللغة فالإنسان يعبر عما إكتسبه ويبلوره في ذهنه بواسطة اللغة لهذا اعتبرت مقياسا للذكاء .
ولهذا نجد الأناس الأذكياء رصيدهم اللغوي غزيرا لأنهم دائما يبحثون عن المعارف ويتعمقون فيها وهم بهذا يعرفون الرموز اللغوية الدالة عليها والصيغ التي يمكن عن طريقها نقل هذه المعارف إلى الآخر .
3-الوظيفة الحضارية :
إن للغة أثر بالغ في نمو ذهن الإنسان وتزويده بالتجارب والمعارف والخبرات وهذا هو المنطلق الذي إنطلقت منه النظرية التي ربطت بين اللغة والحضارة حيث رأت أن الوسيلة الأساسية للتقدم الحضاري هي اللغة كما أن هذه الأخيرة هي وسيلة لربط الإنسان بتاريخه والتعرف عليه.
كما نجد العالم "هاليداي"قسم وظائف اللغة إلى ثمانية وظائف هي :
أ-الوظيفة النطقية : هذه اللغة تساعد الطفل في إشباع حاجاته في مرحلة الطفولة المبكرة
ب-الوظيفة التفاعلية: أي أن اللغة تستخدم من أجل التفاعل مع الآخرين في الوسط الإجتماعي .
ج-الوظيفة التنظيمية:ويقصد بها وظيفة الطلب والأمر فاللغة تستخدم في التحكم في سلوك الآخرين.
د-الوظيفة الشخصية :ويستخدمها الفرد للتعبير عن كيانه الشخصي من تعبير عن مشاعره وأفكاره ...
ه-الوظيفة التخيلية : وتتلخص فيما ينتجه الإنسان من أعمال أدبية يعكس فيها تجاربه وإنفعلاته وإحساساته  الخاصة
و- الوظيفة الأستكشافية : فالإنسان يستخدم اللغة ليسأل عن الجوانب التي لايعلمها
س-الوظيفة الإخبارية والإعلامية:
ح- الوظيفة الرمزية :هنا اللغة تقتصر على التواصل والتخاطب    [12]
3-لغة الطفل :

لقد أجريت دراسات من قبل المختصّين أفادت أن "الأطفال  في سن ثلاث سنوات لديهم رصيد لغوي يقدر 900كلمة و في سن أربع سنوات يقدر رصيدهم ب1500كلمة وفي سن الخمس سنوات يقدر هذا الرصيد ب2000كلمة و في سن الست سنوات يقدر ب  :2500  كلمة [13]

وباعتبار الطفل كائنا  بشريا فانه يكتسب اللغة المنطوقة أولا ثم تليها اللغة المكتوبة فهو يكتسبها داخل  المدرسة قد تكون لديهم بعض الصعوبات في ذلك فيواجه المعلم أيضا نوعا من الصعوبات في تعليمهم خاصة تلاميذ الصف الأول إبتدائي من ناحية كفهم عن الكلام وتلقينهم كيف يتحكمون في لغتهم وإنتظار إعطائهم فرصا للكلام لهذا يتطلب من المعلمين الكثير من الصبر لأن الطفل في هذه المرحلة يكون محبا وشغوفا للتعلم لهذا يكثروا من الكلام ولابد للمعلم أن يشعر ه بالطمأنينة لكي يستطيع الطفل الإسترسال في الكلام دون الشعور بالخوف أو التردد بغض النظر عمّا يقوله سواء أكان حسنا أم رديئا فإن إستحسان المعلم لما قاله ،تمنحه الثقة حتى يزداد رصيده اللغوي وهذا لا يعني أن يهمل ما قاله بل لابد له أن يسجل ملاحظاته ويحاول أن يسد النقص الموجود في لغته بطريقة تجعل منه محبا لعملية التعلم .
خصائص لغة الطفل:
إن اللغة هنا تصبح موسومة بخصائص يسمها الطفل فتصبح لغة خاصة به لهذا وجب على المعلم في المراحل الأولى معرفة هذه الخصائص ليتمكن من تعلينه القراءة والكتابة-لإن الطفل لاينسى لغته الأم بمجرد إلتحاقه بالمدرسة ,والدراسات المختصة الحديثة ترى بأنه يجب أنتكون لغة الطفل الأولى هي الأساس والمرتكز لتعليم الطفل القراءة والكتابة مبدئيا ومن خصائص لغة الطفل أنها :
·           تتعلق بالمحسوسات (لاالمجردات ): إن الطفل في مراحله الأولى من إكتساب اللغة تكون متعلقة بما تقع عليه حواسه أو كما يعرف ب"أسماء الذوات "مثل ماما بابا ,حليب ...ثم بعض الأشياء الموجودة في محيطه مثل:قط أرنب سرير... ثم تأتي الأفعال والحروف فيحين نلاحظ أن هناك غياب للأسماء المعنوية مثل :الحب الحرية الكره ... فهي تمثل شيئا بالنسبة له مما يعني أن النمو اللغوي متعلق بالنمو الفكري فكلما زاد الفكر زادت الحاجة إلى مفردات لغوية أكثر .
·           ترتكز حول نفسه : إن الطفل قبل دخوله المدرسة يكون إنسانا أنانيا محبا لذاته غير إجتماعي ذلك أنه كان يعيش في أسرته إلي تمنحه ما يشاء مما يجعله قليل الخبرات محدود التفكير فهو يكرر بكثرة ضمير "الأنا "و "التاء":لعبت و"الياء":ضربني ... ولقد أجريت دراسات بهذا الخصوص 200طفل فوجدت أن ضمير الأنا يستعمله 159وجملة تكراره 683مرة أما كلمة "إحنا"يستعملها 74وجملة تكرارها 140
·           البساطة وعدم الدقة والتحديد في المطلوب :قد يبلغ قاموس الطفل اللّّغوي 300عندما يصل الست سنوات ويزداد في النمو خلال الفترة الدراسية لكن إستعماله لهذا الكم من الكلمات يكون إستعمالا بسيطا فهو لا يركّب المعاني المرادة منه ؛ذلك أنه يختلف معنى الكلمة بإختلاف السياق وهذا ما يصعب الأمر-نوعاما- على الطفل مما يجعله يبحث عن كلمات جديدة واستخدامها في صياغات جديدة .
فالطفل في مراحله الأولى يكتفي بمعرفة الكلمة الجديدة ومعناها ولا يهتمون باستعمالاتها الأخرى وهذا ما نلاحظه عند سؤالهم الكبار عن تفسير بعض الكلمات يثير في أنفسهم السخرية
للطفل مفاهيمه الخاصة وتراكيبه في الكلام : لابد أن نعرف أن مفاهيم الطفل تكون وفقا للخبرات التي يمر بها ,وطبعا سوف تكون هذه الخبرات محدودة نظرا لسنّه,وأثناءها يبدأ الطفل بالربط بين الأشياء ورموزها الصوتية .
واللغة نظام لها تراكيبها الصحيحة لتأدية المعنى ,وبهذا ليس من السهل على الطفل في سن دخول المدرسة أن يكون ملما بجمل القواعد والتراكيب و لذا لا بد أن لا نعطيه مفاهيم يعجزعن إستيعابها ؛ذلك أنّ له قدرات إدراكية وتفكير خاص بسنّه وهذه بعض الملاحظات التي سجلت من خلال متابعة ألفاظ الطفل :
أ-المعنى الذي يقصده عند التكلم غير المعنى الذي يستعمله الكبار أو الكتب :مثل لفظة البحر :مفهومها عند الطفل في سن الثالثة أو الرابعة هو كمية ماء تجمعت في مكان واحد حتى وإن كانت بركة ,لكن في سن دخول المدرسة يستعملها بشكل أوسع فقد يطلقها على نهر ,بحيرة ...
ب- للعبارات والتراكيب التي يستخدمها الطفل في سن دخوله للمدرسة ملامح ومميزات هي:
1-تكرار الكلمات :منه ما يكون مقصودا لذاته كأن يسمع بائعا ينادي فيقلده وقد يكون له وظيفة لغوية أي أن العبارة ذاتها لا تحمل واحد فالطفل يكرر كلمة هنا مثلا لتحمل معنا معينا ولكن قد يكررها لتعني الإدعاء والتظاهر .
2-تقديم المسند إليه عن الإخبار .
إستعمال اللغة عند الطفل :
1-إستعمال اللغة لذاتها : أي أن الطفل يستعمل اللغة بهدف إكتشاف وتحليل اللغة نفسها فهو يواجه مشاكل في بداية إكتسابه اللغة كعدم نطقه الأصوات جيدا .
أو صعوبة في فهم المعاني أو الخلط بينها لهذا فهو يستعمل السؤال مع من حوله أو يحاول أن يكتشفها بنفسه , وإهتمام الطفل بالأشكال اللغوية يتجلى في أسئلة موجهة للكبار :لماذا سمي ذلك الشيء بكذا ؟.
2- اللّّغة لأجل الإتصال :تستعمل اللغة من أجل التواصل دون الإهتمام بالمحتوى مثلا في المراحل الأولى تكون على شكل مناغاة ,فالأم تتواصل مع طفلها بواسطتها وهي سلوك لايزعج الراشد بل يحثه على التعاون معه بينما إذا كان صراخ فهو يزعج ولكن هنا هدف الطفل واحد وهو إثبات وجوده وجلب إهتمام من هم حوله في الحالة الثانية .
3- اللغة لأجل الترفيه : وهنا يظهر لنا مظهرين :
أ-الظواهر التلقائية لغريزة اللعب : وتشمل كل الأصوات والألفاظ التي يتلفظ بها الطفل مبكرا سواء كان بمفرده أو مع أمه مثلا .
ب- اللعب المنظم :يكون بعد النوع الأول فالطفل يصبح يفكر مسبقا في اللغة التي إكتسابها ويستعملها لغرض اللعب واللهو مثلا :يقلب أصوات كلمات ,يكرر كلام الراشد كأن يقلد أخوه  وهنا هذه الدوافع تكون ميادين مساعدة لتعلم الطفل اللغة 


ثانيا:مفهوم الكلام:                                                            
" -وهو أحد وسائل التعبير –هو مظهر من مظاهر اللغة ، وهو سلوك فردي يتجلى فيما يصدر عن الفرد من أقوال ملفوظة ومكتوبة سواء أفادت أو لم تفد ".
ومن التعريفات القديمة للكلام تعريف  ماكس مولر :أن الكلام هو استعمال رموز صوتية مقطعية ، يعبر الفرد بمقتضاها عن أفكاره ومشاعره ،وتعريف هولمز أن الكلام يقتصر على الوسائل التعبيرية السمعية والبصرية عن الأفكار ، أي : الألفاظ المسموعة والمكتوبة .
وهذين التعريفين ،وتعارف أخرى أشارت إلى أن الكلام يعبر عن الفكر باستخدام المقاطع الصوتية وبالتالي أهملت دور الكلام في الاتصال بالغير فجاءت تعريفات أخرى ركزت على وظيفته التواصلية منها تعريف ابن فارس  في كتابه مقاييس اللغة ,الكلام هو :ما سمع و فهم أي :هو ما يدل على نطق مفهوم , و عرفه الخولي في معجم علم اللغة النظري بقوله : هو عملية إحداث الأصوات الكلامية لتكوين كلمات أو جمل لنقل المشاعر , والأفكار من المتكلم إلى السامع . كما يرى ماريو أن الكلام هو :الاستعمال الفردي للغة بقصد توصيل رسالة ما.
خصائص الكلام:
الكلام لغة مقطعية تتشكل من رموز صوتية.
الكلمات تستعمل كعلامات لغوية .
الكلام يسعه التعبير عن كل موضوعات الفكر .
الكلام يقوم على إمكانية الإنسان في أن يبتدع لكل شيء اسما .

الفرق بين اللغة والكلام :

الكلام نتيجة لاستعمال اللغة ، فهو مظهر لغوي محدد .
اللغة اجتماعية بينما الكلام فردي.
اللغة نتاج يكتسبه الفرد كميراث اجتماعي بينما الكلام عمل إرادي .
  1- د سهير محمد سلامة شاش :علم نفس اللغة ،مكتبة زهراء الشرق القاهرة، ط1 2006 ،ص21.




[1] -إبن جني :الخصائص ,المكتبة التوفيقية ,ج1,ص 44.
[2] -حلمي خليل :اللغة والطفل دراسة في ضوء علم اللغة النفسي ,دار النهضة ,1986,ص
[3] -المرجع السابق ص53.
[4] -إبن خلدون :المقدمة،بيروت –لبنان-،مجلد1،ط1، 1992،ص643.
[5] -حلمي خليل: اللغة والطفل دراسة في ضوء علم النفس اللغوي ،دار النهضة العربية،1986،ص48.

[6] - المرجع السابق ،ص49.
[7] -المرجع نفسه،ص47.
[8] -أحمد مومن :اللسانيات النشأة والتطور ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط2،ص123.
[9] _د.السيد عبد الحميد سليمان :سيكولوجية اللغة والطفل ,دار الفكر العربي ,ط1, 2003,ص33.
[10]_المرجع نفسه,ص 34.
[11]_المرجع نفسه,ص 34.
[12] -عبد الرحمن حاج صالح:تطور اللغة عند الطفل وتطبيقاته التربوية ،دار النفائس ط1، 1992،ص 21.
13_ تنمية الإستعداد عند الأطفال في الأسرة والروضة والمدرسة :عبد الفتاح أبو معال ,دار الشروق ,ط1, ص 76.



                        



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق